قبل نصف شهر كنت لا أزال أحسب إذا كان إيجار البيت يكفي أم لا، ومعي 700 دولار أقلبها وأعيدها، حتى الكباب لم أكن أجرؤ على شرائه. ثم دخلت فجأة سوق الكريبتو، ليس أملاً في الثراء بين ليلة وضحاها، بل فقط لأني لا أريد أن يخنقني ضغط الحياة.

والنتيجة أنه خلال 14 يوم، صار رصيد الحساب 4120 دولار—هذا الرقم أكثر واقعية من راتبي لنصف سنة. لا يوجد أي سحر، فقط التزام صارم بعملات مثل BTC وETH، وحولت اندفاعي لتخمين السوق إلى انضباط ميكانيكي في التنفيذ.

بكل بساطة، هناك ثلاث طرق رئيسية، قد تبدو بسيطة لكنها فعالة فعلاً:

**اشتري ما لا يريده الآخرون بسعر رخيص.** عندما يضخ رأس المال الكبير ويهوي السوق، العملات التي تتعرض للبيع العشوائي هي فرصتك. أبدأ بوضع 5% من المحفظة لاختبار السوق، إذا تأكدت أن الترند غير مناسب، أزيد 30% من المحفظة عكس الاتجاه، وعندما تصل العملة للنقطة المتوقعة أبيع فوراً، وإذا أخطأت أخرج بخسارة وأتقبلها. هذه الطريقة أنقذتني من الوقوع في عدة مصائد.

**قسّم رأس المال إلى ثلاث أجزاء ودوّرها.** جزء مع الترند الرئيسي لجني الأرباح، جزء للمضاربة القصيرة لجمع الفتات، والجزء الأخير دائماً جاهز للشراء عند التصحيح ودعم المحفظة. الأرباح لا تأتي من المقامرة، بل من تدوير رأس المال بذكاء. الثبات أفضل من الجرأة في البقاء حتى النهاية.

**الانضباط أهم من المهارة.** ضع خطوط وقف الخسارة مسبقاً، وقسّم الأرباح على دفعات، ولا تقم بأكثر من عمليتين يومياً، كأنك موظف تداوم. بينما الآخرون يسهرون أمام الشاشات بعيون حمراء، أنا أنام 8 ساعات وأستيقظ لأجد الحساب ينمو من نفسه.

الآن لم أعد أقلق بشأن إيجار الشهر القادم، بل بدأت أفكر إن كنت سأحسّن نوع الأكل. سوق العملات الرقمية فعلاً غريب، هناك من يسترجع رأس ماله خلال شهرين بعشرات الآلاف، وهناك من يسدد ديونه في ثلاثة أسابيع، وهناك من يخسر كل شيء ويرحل.

إذا سبق وخسرت كل رأس مالك، أو علقت في الخسارة، أو شعرت بالضياع، خذ لحظة وفكر: هل اتجاهك خاطئ أم أنك أصلاً بلا اتجاه؟ السوق لا يفتقر للفرص، بل يفتقر لمن يحول الفرصة إلى أموال حقيقية.