امسح ضوئيًا لتحميل تطبيق Gate
qrCode
خيارات تحميل إضافية
لا تذكرني بذلك مرة أخرى اليوم

ارتد البيتكوين بقوة متجاوزًا 90,000 دولار، فلماذا لا يزال شعور السوق حذرًا للغاية؟

بعد موجة بيع قاسية للغاية، شهدت عملة البيتكوين يوم الثلاثاء الماضي انتعاشاً قوياً، حيث ارتفع سعرها بقوة ليتجاوز مستوى 90,000 دولار، مع مكاسب يومية بلغت ذروتها عند 6.8%. وجاء هذا الارتداد مدفوعاً بعدة عوامل إيجابية، من بينها التصريحات الإيجابية لرئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، وقرار عملاق إدارة الأصول فانغارد (Vanguard) بالسماح بتداول صناديق العملات المشفرة على منصته. مع ذلك، لم يتحسن السوق فعلياً بعد، حيث تحولت معدلات التمويل للبيتكوين إلى قيم سلبية، ويُظهر مؤشر “الخوف والطمع” حالة “خوف شديد”، ما يكشف هشاشة ثقة المستثمرين. في الوقت نفسه، انهارت عملات الميم المرتبطة بترامب بشكل حاد، لتصبح من أكبر الخاسرين في موجة التصحيح الحالية. في هذا المقال، سنحلل بعمق دوافع هذا الارتداد والإشارات الخطرة الكامنة في السوق.

ارتداد قوي: تضافر العوامل الإيجابية يمنح السوق فرصة جديدة

شهد سوق العملات الرقمية يوم الثلاثاء موجة انتعاش قوية طال انتظارها. ارتفع سعر البيتكوين بأكثر من 6% خلال فترة وجيزة، ليصل إلى 92,323 دولاراً، ويستعيد مستوى 90,000 دولار الحساس نفسياً. هذا الارتداد كان بمثابة دفعة معنوية قوية لسوق عانى من الركود لعدة أشهر. في الوقت ذاته، ارتفع سعر الإيثيريوم بأكثر من 8%، متجاوزاً مجدداً عتبة 3,000 دولار. كما سجلت عملات مثل كاردانو (ADA)، وسولانا (SOL)، وتشينلينك (LINK) مكاسب مزدوجة الأرقام، ما يعكس اتساع نطاق الانتعاش في السوق.

لم يكن هذا الارتداد مدفوعاً بحدث واحد، بل جاء نتيجة تراكم عدة إشارات إيجابية. أولاً، تصريحات رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) بول أتكينز حول إمكانية تقديم “إعفاءات ابتكارية” لشركات الأصول الرقمية، فُسرت كسيناريو محتمل لتخفيف اللوائح التنظيمية. الأكثر أهمية، إعلان مجموعة فانغارد العالمية لإدارة الأصول يوم الاثنين بالسماح بتداول صناديق المؤشرات وصناديق الاستثمار المشتركة التي تحتفظ بأصول العملات المشفرة على منصتها. هذا القرار اعتُبر مؤشراً قوياً على قبول المؤسسات المالية التقليدية لفئة الأصول الرقمية، مما عزز ثقة المستثمرين المؤسسيين بشكل كبير.

وعلق جاسبر دي مار، استراتيجي التداول في Wintermute، قائلاً: “يبدو أن هذا الارتفاع القوي في الأسعار جاء نتيجة أخبار رئيسية تخص القطاع، بالإضافة إلى محاولة العملات الرقمية مواكبة صعود الأسواق المالية الأوسع.” ويرى محللون أن موجة الهبوط الأخيرة قد أزالت بالفعل الكثير من المراكز ذات الرافعة المالية، وأن السوق حالياً ينتقل من “وضع التصفية” إلى “وضع تحمل المخاطر بحذر”، مما وفر أساساً أكثر استقراراً للارتداد.

مخاوف قائمة: معدلات التمويل السلبية تكشف هشاشة السوق

رغم الأداء السعري المميز، يشير العديد من مراقبي السوق إلى أن بيانات السلاسل والمنتجات المشتقة تشير إلى أن هذا التعافي قد لا يكون مستداماً، وأن هشاشة السوق لم تُمحَ بسبب ارتداد يوم واحد فقط. إحدى الإشارات السلبية الرئيسية: وفقاً لبيانات CryptoQuant، تحولت معدلات تمويل العقود الدائمة للبيتكوين مؤخراً إلى قيم سالبة. هذا يعني أن الطلب على المراكز البيعية (الشورت) في سوق العقود الآجلة تجاوز الطلب على المراكز الشرائية، وأن المتداولين مستعدون لدفع رسوم للاحتفاظ بمراكز بيع، ما يظهر أن المزاج العام في السوق لا يزال حذراً أو حتى متشائماً.

إضافة إلى ذلك، تشير بيانات منصات التداول المركزية (CEX) إلى استمرار ارتفاع أرصدة العملات المستقرة مثل USDT وUSDC. ويشير محللون في Bitfinex إلى أن هذا يدل على أن المتداولين يركنون أموالهم في العملات المستقرة بدلاً من الشراء النشط عند الانخفاضات. هذا السلوك غالباً ما يظهر في المراحل المتأخرة من تصحيحات السوق: يلجأ المستثمرون لتحويل أموالهم إلى عملات مستقرة للتحوط من المخاطر حتى تتضح الرؤية على مستوى السياسات الماكرو أو تستقر تدفقات الأموال إلى صناديق المؤشرات المتداولة (ETF). من اللافت أن هذه الظاهرة، أي “السيولة المترقبة على الهامش”، تختلف عن ظاهرة “جفاف السيولة” التي تميز قمم الأسواق طويلة الأمد، إذ تعني أن هناك الكثير من “الذخيرة” لا تزال خارج السوق تنتظر الفرصة المناسبة للدخول.

وقال كريس كيم، الرئيس التنفيذي لبروتوكول Axis لإدارة الأصول الكمية: “المزاج العام هو الحذر، ومتداولو العملات الرقمية الأصليون يشعرون بالتوتر.” وأضاف أن المستثمرين المؤسسيين أيضاً يبدون في وضع الانتظار لحين صدور قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، ليقرروا بعدها زيادة تعرضهم للمخاطر من عدمه. هذا الموقف الحذر المنتشر يحد من استمرارية وارتفاع الارتداد السعري.

نظرة على أبرز مؤشرات هشاشة السوق

مدى تراجع البيتكوين عن أعلى مستوياته: انخفض بنحو 30% منذ تسجيله أعلى مستوى تاريخي في أكتوبر

إجمالي التصفية الأخيرة للرافعة المالية: حوالي 19 مليار دولار

حالة مؤشر الخوف والطمع حالياً: “خوف شديد” (مستمرة منذ حوالي ثلاثة أسابيع)

معدل تمويل عقود البيتكوين الدائمة: تحول إلى القيمة السالبة

اتجاه أرصدة العملات المستقرة (USDT وUSDC) في المنصات: ارتفاع ملحوظ

تحركات القطاعات: عملات ترامب تتعرض لمذبحة وتصبح “منطقة منكوبة” في السوق

خلال موجة التقلبات الواسعة في السوق، برز أداء قطاع محدد بشكل ملفت—وهو الأصول المشفرة المرتبطة بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وعائلته. تعرضت هذه الأصول لخسائر فادحة فاقت خسائر السوق ككل، ما يسلط الضوء على المخاطر الكبيرة لعملات الميم والعملات المرتبطة بالمشاهير في دورات الهبوط. شركة American Bitcoin Corp.—وهي شركة تعدين للعملات المشفرة أسسها إريك ترامب—انخفضت قيمتها السوقية بأكثر من النصف خلال أقل من 30 دقيقة يوم الثلاثاء، مع تراجع السهم بأكثر من 51% وتعرضه لعدة إيقافات تداول بسبب التقلبات العنيفة.

أما في سوق العملات الرقمية، فقد تكبدت عملة الميم الرسمية لترامب (TRUMP) خسائر فادحة، إذ تراجعت من أعلى مستوى تاريخي عند 73.40 دولار تقريباً في يناير إلى حوالي 6 دولارات حالياً. كما انخفضت توكنات WLFI التابعة لمنصة التمويل اللامركزي World Liberty Financial المرتبطة بترامب بنحو 30% منذ ذروتها في سبتمبر. حتى عملة MELANIA، عملة الميم الخاصة بالسيدة الأولى ميلانيا ترامب، يتم تداولها حالياً عند 13 سنتاً فقط، أي أنها فقدت تقريباً كامل قيمتها مقارنة بذروتها في يناير. هذه الموجة من الانهيارات توضح بجلاء أن الأصول القائمة على السرديات والتي تفتقر إلى دعم أساسي تكون أول المتضررين عندما تتراجع شهية المخاطرة في السوق.

تحليل معمق: كيف نفسر التباين بين معدلات التمويل وأرصدة العملات المستقرة؟

لوحظ حالياً ظاهرة مثيرة للاهتمام في السوق: من جهة هناك انتعاش سعري قوي، ومن جهة أخرى هناك معدلات تمويل سالبة وارتفاع في أرصدة العملات المستقرة، ما يعكس حالة حذر. كيف يمكن تفسير هذا التباين؟ عادةً ما يرى المتداولون المحترفون هذا المزيج كأحد خصائص مرحلة “الارتداد المتردد” في السوق. فمعدلات التمويل السالبة تعني أن المتداولين المحترفين ورؤوس الأموال المضاربة غير متفائلين بالمستقبل، ويستغلون الارتداد لبناء أو الحفاظ على مراكز بيع تحوطية. أما ارتفاع أرصدة العملات المستقرة، فيعكس سلوك شريحة أوسع من المستثمرين الذين يحولون أموالهم إلى عملات مستقرة بعد البيع، انتظاراً للفرصة التالية.

من خلال التجارب السابقة، قد يستمر هذا التباين لفترة حتى تظهر مؤشرات تحول كبرى على المستوى الماكرو (مثل خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي) أو أخبار إيجابية نوعية في القطاع (مثل دخول مؤسسة كبرى بحجم كبير)، ما يمكن أن يقلب المزاج العام للسوق بشكل جذري. يشير بريندان فاغن، استراتيجي في Bloomberg، إلى أن الجمع بين “المراكز المستبعدة” والبنية التحتية المؤسسية المتنامية يوفر أساساً أقوى مما كان عليه وضع السوق في الأسابيع الماضية، لكن الصورة الأساسية لا تزال غير متوازنة. لذلك، ينبغي على المستثمرين مراقبة متى ستحدث التحولات الجذرية في مؤشرات المشاعر على السلاسل، إلى جانب مراقبة الأسعار.

لا شك أن عودة البيتكوين إلى مستوى 90,000 دولار بعثت أملاً جديداً في سوق كان يكتنفه التشاؤم، لكن مراكز المشتقات الحذرة وتراكم “بحيرة” السيولة في العملات المستقرة يذكرانّا بأن إعادة بناء الثقة أكثر تعقيداً واستغراقاً للوقت من مجرد ارتداد الأسعار. السوق حالياً في طور هضم عدم اليقين على مستوى السياسات الماكرو، بينما يقيّم كل مشروع بحسب قيمته الحقيقية. هذا الارتداد الذي تقوده عوامل متعددة، هل يمثل بداية دورة صعود جديدة أم مجرد تصحيح تقني في مسار هابط؟ قد يكمن الجواب في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، وفي مصير السيولة الكامنة في العملات المستقرة التي لا تزال خارج السوق.

BTC0.83%
TRUMP-0.09%
ETH3.39%
ADA2.12%
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخنعرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.78Kعدد الحائزين:2
    1.06%
  • القيمة السوقية:$3.65Kعدد الحائزين:1
    0.73%
  • القيمة السوقية:$4.46Kعدد الحائزين:4
    4.28%
  • القيمة السوقية:$3.9Kعدد الحائزين:3
    0.20%
  • القيمة السوقية:$3.68Kعدد الحائزين:1
    0.62%
  • تثبيت